أساسيات الرضاعة الطبيعية
أساسيات الرضاعة الطبيعية
حليب الأم هو الحليب الأفضل لطفلك كما تمتد فوائد الرضاعة الطبيعية إلى ما هو أبعد من التغذية الأساسية. فعلاوة على احتوائه على جميع الفيتامينات والعناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها طفلك في أول ست شهور من عمره يمتلئ حليب الأم بمواد مقاومة للأمراض تحمي طفلك من الأمراض. وتتغير تركيبة حليب الأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية بما يلائم احتياجات رضيعك.
توصي منظمة الصحة العالميه بالرضاعه الطبيعيه الحصريه لمدة الستة أشهر الأولى من العمر . بعد ذلك ، توصي منظمة الصحة العالمية بتقديم الأطعمه التكميليه و أن تكون تغذيه كافيه و أمنه مع الإستمرار بالرضاعه الطبيعيه حتى عمر السنتين أو أكثر .
الكولوستروم (اللبأ)
يبدأ الثدي فور الولادة (وأحيانًا خلال الثلث الأخير من الحمل) في إصدار الكولوستروم وهو سائل سميك لزج مائل إلى الصفرة، وتزيد كمية العناصر الغذائية الموجود في الكولوستروم وقيمة الطاقة الموجودة فيه كثيرًا عن الموجود منها في الحليب المكتمل.. يكون الكولوستروم غني بالبروتينات و النشويات مع نسبه قليله من الدهون . مع الكولوستروم ، يتلقى الطفل العديد من الأحياء الدقيقة (مثل البيفيدوباكتيريا و اللاكتوباسيلاي) وعناصر أخرى تساهم في تكوين الباكتيريا النافعه المعوية.
يحتوي الكولوستروم أيضا على نسبه كبيرة من كرات الدم البيضاء الوقائيه و التي تستطيع تدمير الباكتيريا و الفيروسات المسببه للأمراض
الكولوستروم من المواد التي يسهل هضمها للغاية ولذلك فهو غذاء مثالي لطفلك، فمع ضآلة حجمه (بضع ملاعق صغيرة) يتميز بعناصره الغذائية المركزة الضرورية للطفل حديث الولادة. ويتميز الكولوستروم بأثره الملين على معدة الطفل ويساعده على إخراج فضلاته الأولى وهو ما يساعد في إخراج البيليروبين الزائد ويمنع إصابته باليرقان.
يتغير اللبأ تدريجيا إلى الحليب الناضج خلال الأسبوعين الأولين بعد الولادة. عندما يرضع طفلك بصفه مستمره ، سوف يبدأ ثدييك بإنتاج الحليب الناضج في اليوم الثالث أو الرابع بعد الولادة. سوف يزداد حليبك في الكميه ، ثم يبدأ في الظهور بوجه عام اخف وأكثر بياضا (غير شفاف) في اللون. في تلك الأيام القليلة الأولى، من المهم للغاية إرضاع مولودك الجديد من 8-12 مرة على الأقل كل 24 ساعة، و يكون اللإكثار بالرضاعه الطبيعيه هو أفضل. فهذا يجعل طفلك يحصل على كل فوائد اللبأ وأيضا يحفز إنتاج إمدادات وفيرة من الحليب الناضج. الرضاعة الطبيعية المتكررة تساعد أيضا في منع إحتقان الثدي .
خلال هذه المرحلة الانتقالية ،يقل تركيز الأجسام المضادة في حليبك ، ولكن حجم الحليب يزيد إلى حد كبير. خصائص مكافحة الأمراض بحليب الأم لا تختفي مع اللبأ. في الواقع، ما دام يحصل طفلك على حليبك ، فانه سوف يتلقى الحماية المناعية ضد العديد من الفيروسات والبكتيريا المختلفة.
كيف تعرفين أن الطفل جائع؟
يجب أن يتناول الطفل طعامًا عندما تبدو عليه علامات الجوع، والبكاء أحد العلامات المتأخرة على الجوع، وتكون الرضاعة أسهل كثيرًا للأم والطفل إذا تنبهت الأم لإشارات الجوع المبكرة.
ومن الإشارات الشائعة للجوع لدى الرُّضع:
الإشارات المبكرة- مص الشفاه أو لعقها
- فتح الفم وإغلاقه
- مص الشفتين أو اللسان أو اليدين أو أصابع اليدين أو أصابع القدمين أو الدمى أو الملابس
- محاولة التقام صدر من يحمله أيا كان
- محاولة اتخاذ وضعية الرضاعة سواء بدفع نفسه للخلف أو بجذب ملابسك
- التململ أو التشنج كثيرًا
- ضربك على ذراعك أو صدرك عدة مرات
- الاهتياج أو التنفس بسرعة
- تحريك الرأس بشدة من جانب إلى آخر
- البكاء
هل أوقظ طفلي لأطعمه؟
تساعد كثرة الرضاعة في الأسابيع الأولى على التأكد من توافر مخزون جيد من الحليب لديك، كما يبدأ أغلب الأطفال في تكوين دورات الرضاعة الخاصة بهم عند وصولهم إلى سن 3 أو 4 أسابيع. وإليك بعض النصائح إذا كنت تريدين إيقاظ طفلك لتناول الطعام:
- غيري لطفلك حفاضه.
- أرضعيه في وضعية مختلفة، فبعض الأمهات مثلا تجد أن مسك الطفل من تحت ذراعيه يبقيه متيقظًا.
- اخلعي عن طفلك ملابسه وأبقيه بالحفاض فقط وضعيه على صدرك مع ملامسة أكبر قدر ممكن من بشرتك لبشرته.
- امنحي طفلك حمامًا دافئًا.
- تحدثي معه وتواصلي معه بالعين.
- ضعي طفلك على حجرك وقربي ساقيه من بطنك ورأسه من ركبتيك، اسنديه برفق مع رفعه في وضعية الجلوس، كأنه يجلس من وضع الرقود ثم كرري ذلك عدة مرات.
- دلكي ظهره برفق في دوائر.
- ربتي علي قدميه ويديه.
يمكن إرضاع الأطفال طبيعيًا حتى وهم غير متيقظين تمامًا، وما إن يبدأ طفلك في الرضاعة يمكن استخدام بعض الأفكار المذكورة بالأعلى لإبقائه مستيقظًا وجعله يرضع. كما قد يكون من الأفكار النافعة أن تبدلي بين ثدي وآخر في كل مرة يبطئ فيها طفلك في الرضاعة ويبدأ في النوم، فيمكنك إبعاد الثدي عنه وجعله يتجشأ ثم أوقظيه مرة أخرى للبدء في الرضاعة من الثدي الآخر، ويمكن أن يتناول كل جانب أكثر من مرة إذا بقي مستيقظًا.
الرضاعة الطبيعية السليمة مفتاح النجاح
من الأمور الضرورية لنجاح الرضاعة الطبيعية الالتقام الجيد للثدي. وإليك مجموعة من التقنيات التي إذا استخدمت مع الوضعية المناسبة فمن شأنها أن تساعد على الالتقام الجيد:
- اجلسي أثناء إرضاع طفلك في مقعد مريح ذو ظهر كبير مع استخدام مسند لإراحة قدميك لمساعدتك في اتخاذ وضعية جيدة وحمايتك من إرهاق رقبتك وكتفيك،
- كما يمكنك استخدام وسادة الرضاعة الطبيعية إن كانت لديك. (أما إذا لم تكن لديك وسادة فاستخدمي أي وسادة من أي نوع تجديه لدعمك أنت والطفل.) وتخلق الرضاعة الطبيعية الجيدة فارقًا كبيرًا في جعل الطفل يتخذ وضعية مناسبة تمكنه من الالتقام الجيد.
- تأكدي من ملامسة بطن الطفل لبطنك طيلة الوقت.
- تأكدي من قريب طفلك إليك وحاولي ألا تنحني نحوه، فليس من شأن ذلك أن يسبب الكثير من العبء على رقبتك وكتفيك فقط، بل يؤثر في وضعية الطفل.
- تذكري أن تحاذي بين أذن طفلك وكتفيه وخصره ليكون البلع أسهل بالنسبة له.
- يجب أن تكون أنف الطفل في مواجهة الحلمة.
- قد تحتاجين إلى مسك ثديك للمساعدة في توجيه الحلمة نحو فم طفلك. اجذبي ثديك من الجانب؛ سواءً بوضعية حرف "C" أو حرف "U" وتأكدي من إبعاد أصابعك عن الحلمة حتى لا يؤثر ذلك في التقام طفلك لها.
- وجهي الحلمة نحو الشفة العليا للطفل أو أنفه وليس نحو وسط فمه، وقد تحتاجين إلى دلك الحلمة فوق الشفة العليا لجعل طفلك يفتح فمه.
- يجب أن يكون رأس الطفل مائل قليلاً إلى الخلف، فلا تجعلي ذقنه تلامس صدره.
- عندما يفتح الطفل فمه بزاوية كبيرة وتكون ذقنه لأسفل ولسانه منخفضًا يمكنك أن تجعليه يلتقم الحلمة، أما إذا لم يفتح فمه بزاوية كبيرة فلا تحاولي أن تدفعي الحلمة إلى داخله أو تهزي فمه حتى يفتح، بل الأفضل أن ترجعي إلى الخلف وتداعبي شفته بالحلمة مرة أخرى ثم تنتظري حتي يفتح فمه بزاوية كبيرة.
- حاولي أن تضعي أكبر قدر ممكن من المنطقة المحيطة بالحلمة داخل فم الطفل.
- يجب أن يبتعد ذقن طفلك قليلاً عن الجزء الأدنى من ثديك.
- تأكدي من أن شفتي طفلك السفلى والعليا تتخذان شكلاً أشبه بشفاه السمكة، فإذا لم تكونا كذلك يمكنك جذب الشفة السفلى بأصبعك وفتح الشفة العليا مرة أخرى لأعلى.
تذكري أن الرضاعة الطبيعية ينبغي ألا تسبب ألمًا، وأن الالتقام الجيد يساعدك في تقليل انزعاج طفلك إلى أقصى درجة. أما إذا لم يلتقم الطفل جيدًا فقد تواجهين مشاكل أخرى مثل تشقق الحلمات والتهابها. ستصبح الرضاعة الطبيعية أمرًا حميميًا رائعًا خاليًا من الألم يربط بينك وبين طفلك فور أن تعتادي على وضع طفلك بالطريقة الصحيحة ومساعدته على الالتقام الجيد.
تنويه
* ملحوظة مهمة: يجب أن تستمر الرضاعة الطبيعية لأطول فترة ممكنة، لكن إن تعذر ذلك فبإمكان طبيب الأطفال أن يساعدك في اختيار البدائل المناسبة للحليب الطبيعي.