تقديم الأطعمة التكميلية
كلما تقدم طفلك في العمر زادت متطلباته من الطاقة والمواد الغذائية وفقًا لذلك، ومن ثم فقد حان الوقت لتضيفي الأطعمة التكميلية للنظام الغذائي له؛ فهي لا تمد الجسم بالمكونات الضرورية للنمو فقط لكنها تساعد أيضا في تحفيز الجهاز الهضمي على امتصاص الوجبة كاملة الأمر الذي يمثل خطوة إضافية على طريق الاعتماد علي النفس.
من المهارات الجديدة التي يكتسبها الطفل تعلّم تناول الأطعمة الصلبة، وسوف تكون هناك فترة قبل أن يحتاج طفلك كميات كبيرة من السعرات الحرارية أو العناصر الغذائية من الطعام أكثر من الموجودة في حليب الأم، لذلك اعتبري هذه "الوجبات الأولي" من قبيل التجارب الحسية فحاولي أن تجعلي هذه "الدروس" ممتعة ومريحة لك ولطفلك.
- يظل حليب الثدي هو الغذاء الأمثل لطفلك، لذلك أرضعي طفلك أولاً ثم قدمي له الطعام الصلب فيكون قد حصّل فائدة حليب الأم وتهيأ لتعلّم مهارة جديدة، أما الطفل الجائع فقد لا يكون لديه الحماس للمشاركة في مغامرات جديدة.
- قدمي حصصًا صغيرة من الطعام، حتى يتعلم طفلك الأكل والاستمتاع بالمذاق الجديد أكثر من كونه يتناول وجبة مشبعة.
- قدمي له الطعام حين يكون في مزاج يسمح له بالتعلم، وقد يكون ذلك في وقت هادئ أو في وقت تجمع عائلي تتناول فيه بقية الأسرة طعامها.
- قدمي طعامًا جديدًا واحدًا كل أسبوع، وبهذه الطريقة تستطيعين ملاحظة رد فعل طفلك على كل طعام بمفرده، كما قد تظهر بعض أعراض الحساسية في صورة طفح جلدي أو سيلان في الأنف أو احتقان في الحلق فإذا لاحظتِ أيًا من هذه الأعراض انتظري أسبوعًا وجربي الطعام مرة أخرى، فإن تكررت الأعراض أوقفي هذا الطعام حتي يبلغ طفلك عامه الأول ثم جربيه مرة أخرى.
- لو لم يبدِ طفلك رغبة في تناول طعام جديد قدميه له في وقت آخر، قد تحتاجين عدة محاولات حتي يتقبل طفلك مذاق نكهة جديدة.
- كما هو الحال مع حليب الثدي اتركي طفلك يحدد الكمية التي تكفيه من الطعام، وتوقفي عندما يشبع، ويؤدي تقديم الأطعمة المقطعة "بحجم الأصبع" إلى تمكين طفلك من ذلك.
- تذكري أن اللعب مع الطعام جزء من مهارة التعلم. وقد يسبب طفلك بعض الفوضى ويستمتع بالطعام كليًا.
- لا تتركي طفلك بمفرده وقت تناوله الطعام، ولا تقدمي له طعامًا صلبًا وهو مستلقٍ علي ظهره.
الطعام الأمثل لتقديمه
توصي تجارب فن الرضاعة الطبيعية المعتمدة علي الخبرات النسائية بتقديم الأطعمة التكميلية بالترتيب الآتي ذكره، مع الانتظار لمدة أسبوع بين تقديم كل صنف جديد والذي يليه:
- الفاكهة والخضروات اللينة والحلوة ومعتدلة المذاق: مثل الموز أو البطاطا الحلوة (المطبوخة) أو الأفوكادو المفروم حتي يستطيع الطفل إطعام نفسه بأمان
- الأطعمة الغنية بالبروتين (اللحوم أو البقوليات) المطبوخة الطرية ومقطعة قطع صغيرة
- الخبز وحبوب الإفطار المصنوعة من حبوب كاملة
- الفاكهة الطازجة والمطبوخة (وإذا كانت معلبة اشتري الفاكهة المحفوظة في الماء)
- عندما يبلغ الطفل عمر 9 أو 10شهور تستطيعين تقديم الزبادي والجبن الطبيعي وجبن الحلوم (تجنبيها إذا كان لدى أسرتك تاريخ مع الحساسية لمنتجات الألبان)
- يمكن تقديم الحليب كامل الدسم وغيره من منتجات الألبان والبيض ومنتجات الموالح بعد عمر سنة
- لا ينصح بالعسل الأبيض حتي يكمل الطفل عامه الأول أو الثاني على الأقل بسبب خطر تسمم الأطفال الناتج عن الجراثيم السامة.
- ينصح أغلب أطباء الأطفال عادة بعدم تقديم بياض البيض والسمك والفول السوداني أو غيره من الجوزيات للطفل خلال العام الأول من عمره
دعي طفلك يستكشف مذاق الأطعمة الجديدة دون إضافة التوابل والنكهات ومكسبات الطعم (علي سبيل المثال الملح )، ومع ذلك فلست مضطرة لإعداد طعام طفلك وحده بل يمكنك ببساطة رفع المكونات الناضجة قبل إضافة البهارات أثناء إعدادك الحساء واليخنة والأطباق المشابهة، ويمكنك اختيار أطعمة تناسب بيئتك وثقافتك بل ربما ينبغي ذلك.
التغذية الجيدة هي اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع يشمل أطعمة في حالة أقرب ما تكون إلي حالتها الطبيعية، وينطبق ذلك علي الأطفال وعلى أي شخص أخر. يضاف إلى معظم أطعمة الأطفال التجارية مُحليات وتوابل ومغلّظات للقوام بل وحتي ألوان صناعية، فإذا قدمتِ له أطعمة تجارية اقرئي قائمة المكونات بعناية.
قد تستغرق مرحلة بدء تقديم الأطعمة التكميلية فترة من 3إلى 6 شهور. وعندما يتناول طفلك أطعمة مختلفة دون ظهور أعراض للحساسية أو التعب فسيكون خلط الأطعمة أو تقديم أطعمة جديدة أمرًا لا يستدعي الكثير من القلق. تتولى شهية طفلك دور المرشد لما يريد تناوله ومتى يريد تناوله ما دمت تقدمين لطفلك طعامًا مغذيًا.